5 min (1403 words) Read

أثمر التاريخ الفريد لمنطقة ماكاو الإدارية الخاصة نسختين مختلفتين لكن أنيقتين من العملة ذاتها.

 

ماكاو منطقة إدارية خاصة تابعة للصين ومن الأماكن القليلة في العالم التي تصدر فيها بنوك تجارية مختلفة نسخا خاصة بها من أوراق النقد نفسها.

وحين كانت لا تزال تحت الحكم البرتغالي في عام 1901، منحت الحكومة الاستعمارية بنك "بانكو ناسيونال أولترامارينو" الحق الحصري في طباعة أوراق النقد بعملة الباتاكا. وفي إطار المفاوضات التي انتهت بتسليم ماكاو إلى الصين في عام 1999، صُرِّح لبنك تجاري ثانٍ أيضا، هو بنك الصين، بإصدار عملة قانونية. واليوم يشترك البنكان في حق طباعة أوراق النقد، حيث ينتج كل منهما أوراق نقد جديدة من فئة 20 باتاكا الأكثر استخداما في المنطقة، وذلك في نسختين مختلفتين، ولكنهما تشتركان في أناقة التصميم.

ويظهر أسد جنوبي على الوجه الأمامي للعملة الورقية الصينية، وهو سمة أساسية في عيد الربيع، حيث يقفز الممارسون لرقصة الأسد في الشوارع على إيقاع الطبول والصاجات وأجراس الغونغ الموسيقية - فينشرون الحظ السعيد للعام القمري الجديد. ويمثل الأسد الانفتاح واشتمال الجميع والعزم على المضي قدما، طبقا لبنك الصين الذي يصل ارتفاع فرعه المحلي إلى 160 مترا ويظهر شاهقا خلف صورة الأسد في مشهد يغمره اللون البنفسجي الزاهي. وعلى اليسار توجد زهرة اللوتس المتفتحة، شعار ماكاو الزهري الذي يرمز إلى الازدهار.

ويظهر على الوجه الخلفي للعملة مركز ماكاو للعلوم، الذي صممه المهندس المعماري الصيني-الأمريكي آي.إم. بي، وقبته السماوية التي تنبعث منها إلى السقف المقبب عروض مضيئة ثلاثية الأبعاد لمجموعات النجوم، في إشارة إلى مشهد العلوم والتكنولوجيا في المنطقة.

وتظهر ملامح الجذور البحرية لماكاو على العملة الورقية من فئة 20 باتاكا الصادرة عن بنك "بانكو ناسيونال أولترامارينو" الذي يعود تاريخه إلى 161 عاما. فالعملة الورقية البرتغالية التي تصوِّر واجهات قديمة وحديثة لمقر البنك وخريطة لماكاو منذ عام 1780، مزينة بزوارق السمبان الصينية، والمراكب الشراعية، وبوصلة، وزهور اللوتس، وشجرة من نوع البانيان. وهي تستخدم صورا خرائطية لتصوير تطور المدينة الساحلية عبر قرون من تاريخ الملاحة البحرية، وفقا لشركة دي لا رو التي صممت ورقة العملة.

وتدير ماكاو الأنظمة القانونية والاقتصادية والإدارية الخاصة بها في ظل مبدأ "بلد واحد ونظامان". فعلى الرغم من أن مساحتها لا تتجاوز 12,7 ميل مربع، فهي واحدة من أكثر الأماكن كثافة سكانية في العالم - ومن بين أغناها، حيث يبلغ نصيب الفرد من الدخل حوالي 67500 دولار سنويا. ويعتمد اقتصادها بشكل أساسي على السياحة والقمار، مما أكسبها لقب "عاصمة نوادي القمار العالمية".

إن مزيج الثقافتين الصينية والبرتغالية الذي تتسم به ماكاو يصنع منها بوتقة انصهار فريدة، يلتقي فيها القديم بالجديد، والشرق بالغرب. وتحتفي العملة الورقية من فئة 20 باتاكا بتقاليد المدينة العريقة، كما تحتفي بقفزاتها المستمرة نحو المستقبل.

سالسا مازلان ضمن فريق العاملين في مجلة "التمويل والتنمية".

الآراء الواردة في هذه المقالات وغيرها من المواد المنشورة تعبر عن وجهة نظر مؤلفيها، ولا تعكس بالضرورة سياسة صندوق النقد الدولي.