5 min (1403 words) Read

الهجرة كانت القوة الدافعة للتقدم البشري لمئات الآلاف من السنين

 

تاريخ الهجرة هو قصة البشرية وتقدمها، إنه قصة التعاون والتبادل السلمي، لكنه كذلك قصة العنف. فقد ارتُكِبَت أمور مروعة لإجبار الناس على الهجرة رغما عن إرادتهم. ومع ذلك، فعلى الرغم من المعاناة لا تزال الهجرة هي العنصر الأساسي في قصة نجاح الجنس البشري.

كان الناس إبان ترحالهم يحملون في جعبتهم بقايا مظاهر أرضهم القديمة وحياتهم الماضية. وكانوا إذا غامروا بالسفر بعيدا عن أوطانهم يحلون في أراض استوطنها آخرون لهم عادات ومعرفة تقنية وأنشطة اقتصادية مختلفة. وكانوا يتاجرون في السلع ويتبادلون الأفكار، كوسطاء لتلاقح أفكار التقدم البشري.

وفي الولايات المتحدة اليوم، نجد أن المهاجرين الوافدين يمثلون نسبة كبيرة جدا من رواد الفكر، بدءا من العلماء الحائزين على جائزة نوبل والمخرجين الفائزين بجائزة أوسكار إلى مؤسسي الشركات الناشئة المليارية التي تتجاوز قيمتها المليار دولار. ويشكل المهاجرون إلى المملكة المتحدة ثُلث المؤلفين الحائزين على جائزة بوكر للرواية الأدبية.

والآثار على البلدان التي يغادرها المهاجرون لها أهمية مماثلة. فالمهاجرون يرسلون أكثر من تريليون دولار سنويا إلى أوطانهم في هيئة تحويلات المغتربين، بما يفوق تدفقات المعونة والاستثمار مجتمعين في كثير من الاقتصادات النامية، وغالبا ما يجلبون عند عودتهم مهارات واستثمارات جديدة. وقد استطاع رواد الأعمال الذين أمضوا وقتا في الخارج أن ينشئوا بعض أنجح الشركات البادئة في الأسواق الصاعدة، من شركة Blue Mahoe Capital لإدارة الأصول في منطقة الكاريبي إلى شركة التكنولوجيا العملاقة GoTo في إندونيسيا.

ولكن القصة تبدأ منذ 300 ألف سنة تقريبا، عندما طور أسلافنا الأفارقة المهارات اللازمة من أجل الهجرة لمسافات أبعد كثيرا. فقد غامروا بالسفر منذ قرابة 65-70 ألف سنة إلى بلاد الشرق الأوسط ومنها إلى آسيا وأوروبا. وقبل نهاية العصر الجليدي الأخير، منذ أكثر من 25 ألف سنة، عبروا المحيط من سيبيريا إلى الأمريكتين.

ومنذ نحو 6 آلاف سنة في أوراسيا، تم استئناس الخيول. وكان اختراع العجلة والعربة الذي جاء بعد ذلك هو ما سمح للمهاجرين بالسفر إلى أماكن جديدة أبعد كثيرا، محملين غالبا بالمزروعات والحيوانات. ومع ازدياد أعداد المهاجرين، ازدادت فرصة الالتقاء بأناس آخرين، مما خلق فرصا لتبادل المعرفة وتعلم طرق حديثة لزراعة الغذاء، والمحافظة على الصحة، وتنظيم المجتمعات.

وكلما ازدادت جهود أسلافنا الأوائل في الاستكشاف والتجربة، ازدادت الفروق التي ظهرت بينهم. وكانت المواجهات بين هذه الجماعات المتمايزة لها نتائج أكثر إنتاجية، ولكنها انطوت على مخاطر نشوء الصراعات. فكان من المعتاد أن تكون إحدى الجماعات أكثر قوة أو أكثر تقدما تقنيا مقارنة بسواها. وكان من الممكن أن تتحول التجارة والتبادلات السلمية في أول الأمر إلى عمليات عدائية حيث كان أحد الطرفين يفرض هيمنته على الطرف الآخر تجاريا، بل باستخدام العنف عن طريق الغزو والقهر.

مواجهات غير متكافئة

مع مرور الوقت، كانت المواجهات غير المتكافئة بين سكان البلاد، سواء في التجارة أو الحرب، لها آثار عميقة على توازن القوى حول العالم. غير أن الروابط التجارية بين الإمبراطوريات سمحت بقيام حركة عالمية مزدهرة لتبادل الأفراد والأفكار.

ونشأت الأسواق والموانئ على امتداد الطرق التجارية المزدحمة. وأصبحت المدن التجارية مراكز جذب حيث كان يتم تجميع وتبادل المعلومات، والمنتجات الزراعية، والموارد. وانتشرت الأفكار المتنوعة المتولدة في تلك المراكز التجارية الديناميكية، بحيث شككت في رجاحة طرق العمل القديمة. ومع توسع شبكات التجارة، تكاثرت الثروة وازدادت ديناميكية الاقتصاد في المجتمعات التي تشكل ركيزتها. ونشأت دوامة فاضلة تتعاقب فيها دورات نمو الثروة؛ وزيادة التجارة؛ وازدياد الهجرة والتبادل والابتكار.

وقبل فترة طويلة من وصول الأوروبيين إلى الأمريكتين، هاجر سكان القارتين لمسافات طويلة. وتبادلت ثقافات ومجتمعات أمريكا الوسطى الخبرات الفنية في مجالات تتراوح بين تطوير المحاصيل الزراعية وعلوم الفلك والدين. ولدى وصول الأوروبيين، جلبوا معهم الأسلحة النارية، وكذلك العوامل المُمْرِضة الفتاكة التي لم تكن الأجهزة المناعية لدى السكان الأصليين قادرة على مقاومتها بما يكفي. وأدى انتشار الأمراض نتيجة لذلك إلى خسارة كارثية في الأرواح.

وفي عام 1519، رست على سواحل المكسيك السفن التي حملت على متنها أكثر من 600 إسباني. وفي غضون قرن واحد انخفضت أعداد مواطني إمبراطورية الآزتك البالغة 20 مليونا إلى أكثر قليلا من مليون نسمة، منهم كثيرون لقوا حتفهم نتيجة أعمال العنف، ولكن أغلبهم مات بسبب المرض. وكانت الموارد والثروات التي استخرجها القادمون الجدد يتم إرسالها إلى أوروبا، مما أغرى أعدادا متزايدة من الأوروبيين بالرحيل إلى الأمريكتين.

التبادل الكولومبي

"التبادل الكولومبي"، الذي بدأ في العقود التي أعقبت عام 1492، تضمن تلاقحا لا يتغير في المحاصيل والحيوانات والسلع الأولية والأمراض والتقنيات والأفكار التي نقلها المهاجرون بين الأمريكتين والقارات الأخرى.

وبجانب زراعات التبغ والكاكاو، تضمنت المزروعات الكثيرة التي انتقلت من الأمريكتين إلى القارات الأخرى الذرة، والبطاطس، والمطاط، والطماطم، والفانيلا. ومضت حركة المرور في كلا الاتجاهين. فالمحاصيل الزراعية التي لم تكن معروفة من قبل في الأمريكتين أصبحت جوهرية لاقتصادات القارتين وثقافتهما - مثل السكر والأرز والقمح والبن والبصل والمانجو والموز والتفاح والموالح - وكثير منها جاء أصلا إلى أوروبا من آسيا أو إفريقيا. ووفرت الحيوانات المستأنسة التي جلبها الإسبان مصادر جديدة للغذاء والنقل، بما في ذلك ركوب الخيل.

واليوم أصبحت لحوم البقر والخنزير تمثل عنصرا أساسيا على طاولة الطعام في الأمريكتين. وبالمثل، أصبحت البطاطس البيضاء "الآيرلندية" من جبال الأنديز في بيرو سلعة غذائية أساسية في كثير من أنحاء أوروبا، حيث أصبحت أطباق مثل بلح البحر مع البطاطس المقلية من بلجيكا، وروستي من سويسرا، والسمك مع رقائق البطاطس من إنجلترا من الأطباق الوطنية المحبوبة في تلك البلدان، كما أن أصنافا كثيرة من المطبخ الإيطالي لا يمكن تخيلها بدون الطماطم.

وتشهد بعض أقدم سجلات حياة الإنسان على تحركات المهاجرين رغما عن إرادتهم. فعلى مدار القرون، كان يتم نقل أعداد هائلة من البشر كعبيد أو أقنان أو عمالة ملزمة بمختلف أشكال العبودية مسلوبة الحرية. وعلى مر التاريخ، كان مزيج القوة، والإكراه، والقدرة على قهر الناس أو البلاد هو ما فتح الباب للعبودية، وكذلك كان الطلب على العمالة التي تزاول الأعمال الشاقة. وهيأت رحلات الاستكشاف الأوروبية المناخ العام لبداية قرون من الاستغلال الوحشي للسكان الأصليين في إفريقيا وغيرها، وبلغت خلالها أعمال القهر العنيف المتأصلة في العبودية مستويات هائلة.

وتمثل العبودية النوع الأشد تطرفا من السخرة التي دفعت الناس إلى الهجرة. فالخط الفاصل بين العمل الطوعي والقسري غالبا ما يكون مبهما. وبالمثل، هناك فروق طفيفة بين أنواع السخرة، مثل العمالة بنظام العبودية التعاقدية أو عبودية الدين.

عصر الهجرة الجماعية

من حيث العدد المطلق للمهاجرين والمسافات التي قطعوها، نجد أن الفترة من منتصف القرن التاسع عشر حتى بدء الحرب العالمية الأولى في عام 1914 لم يكن لها مثيل. فهذا العصر الذي اتسم بالهجرة الجماعية جاء في أعقاب أحداث شغب، ومذابح مدبرة، ومجاعات غير مسبوقة - إلى جانب الفرص الجديدة في المستعمرات وظهور الطاقة البخارية والسكك الحديدية، مما أتاح السفر الأرخص والأسرع.

وعبر ملايين الأوروبيين المحيط الأطلسي بحثا عن سبل حياة أفضل في الأمريكتين. وكانت هناك أعداد كبيرة أيضا من المهاجرين عبر جنوب ووسط آسيا، وكذلك عبر المحيط الهادئ. ولم يكن عصر الهجرة الجماعية مميزا بسبب أعداد المهاجرين فحسب، بل أيضا بسبب التشجيع الذي قدمته الحكومات المضيفة. فقد أدى إلغاء العبودية في بريطانيا ومستعمراتها في 1836 وفي الولايات المتحدة في 1865 إلى قيام الحكومات وأصحاب الأعمال باجتذاب المهاجرين الطوعيين إلى جانب العمالة بنظام العبودية التعاقدية.

وحتى التسعينات من القرن التاسع عشر، كان حجم الهجرة داخل البلدان الأوروبية مماثلا لأعداد المهاجرين من أوروبا. وكان الناس يسافرون بحثا عن الأمان والاستقرار وفرص النجاح. فقد أدت الثورة الصناعية إلى قيام صناعات جديدة في أماكن جديدة، مما جذب الباحثين عن العمل من أنحاء أوروبا إلى بلدات ومدن سريعة النمو. وسافر آخرون إلى المناطق الريفية للعمل في المناجم والمزارع، التي توفر المواد الخام الصناعية والغذاء لمراكز النشاط سريعة النمو. ومع نمو الاقتصادات الحضرية، ازدادت الحاجة أيضا لشق القنوات، ومد الطرق والسكك الحديدية، وبناء سفن بخارية وموانئ جديدة.

القومية والحمائية

خلال العقود التي أعقبت الحرب العالمية الأولى، بدأت وجهة النظر القائلة بأن الحدود المفتوحة تشجع الرخاء وتشكل وسيلة لتجنب صعوبات المعيشة تتراجع أمام تصاعد الأفكار القومية والحمائية الاقتصادية. وظهرت مجموعة جديدة من القواعد التنظيمية لتحركات الناس بهدف السيطرة على الدخول والخروج.

وزادت الحرب من الكراهية للأجانب، مما أدى إلى نهاية عصر الهجرة الجماعية بصورة مفاجئة. وانتهت أيام كان المرء، وليس الدولة، هو من يمكنه تحديد مكان معيشته وعمله. وبعد انتهاء الحرب انشغلت الحكومات بتقييد الدخول إلى بلادها.

وانعكس هذا التغير في التوجه العام على التغيرات في منشأ المهاجرين ووجهتهم والغرض من سفرهم. ومع نمو الصناعة وتراجع معدلات المواليد تدريجيا، أصبحت اقتصادات شمال غرب أوروبا وجهة للمهاجرين أكثر من كونها مصدرا للعمالة. وكان المهاجرون في السابق يسافرون من بلدان أوروبا الأكثر ثراء إلى المناطق الأقل رخاء والمستعمرات النائية، ولكن العكس هو ما بات يحدث بصورة متزايدة.

وأصبحت بطاقات الهوية وجوازات السفر تسمح للدول القومية باختيار من يمكنه القدوم والمغادرة. ومن خلال تنظيم حرية حركة الأفراد، يمكن للحكومات في الوقت الحالي تنظيم حصول المهاجرين على الوظائف والدعم الحكومي.

وكان الاضطراب العنيف الذي أحدثته الحرب العالمية الثانية قد ترك الملايين من اللاجئين عالقين على الشواطئ الأجنبية. فإلى جانب 40 مليون مدني لقوا مصرعهم، هناك 11 مليونا على الأقل من اللاجئين وجدوا أنفسهم خارج بلدانهم الأصلية.

وعجلت الحرب العالمية الثانية من تفكك الإمبراطوريات الاستعمارية الباقية. وحدثت تحركات سكانية كبيرة في أعقاب تقسيم الأراضي. ففي عام 1947 أدى تقسيم الهند وباكستان إلى وقوع أكبر وأسرع هجرة في التاريخ: فقد أُجبر حوالي 18 مليون شخص على الانتقال بين البلدين. وفي السنة نفسها، قررت منظمة الأمم المتحدة حديثة النشأة تقسيم فلسطين إلى دولة يهودية ودولة عربية. وفي مايو 1948، عندما أعلنت إسرائيل استقلالها، ارتفع تعداد السكان اليهود إلى حوالي 1,2 مليون نسمة في أعقاب هجرة مئات الآلاف من أوروبا وأنحاء أخرى من العالم. وتم طرد غالبية العرب الفلسطينيين المقيمين فيما بات يُعرف باسم إسرائيل أو اضطروا إلى الفرار، مما خلق أزمة لاجئين مزمنة ومتصاعدة.

وكانت سياسات الحرب الباردة واضطرابات إنهاء الاستعمار وراء حدوث حركة هجرة جبرية هائلة للأفراد. فقد كان الاتحاد السوفيتي مؤلفا من 15 دولة ويمتد على مساحة جغرافية من كتلة الأرضية الأوراسية تزيد عن حجم الولايات المتحدة بمرتين ونصف المرة. وفي عام 1991، لدى انهيار اتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفيتية، أعادت الجمهوريات الاشتراكية السوفيتية السابقة البالغ عددها 15 جمهورية تأكيد استقلالها، بما في ذلك أوكرانيا ودول البلطيق، وجمهوريات آسيا الوسطى. وعاد إلى روسيا عدد كبير من مواطني الجماعات العرقية الروسية حيث استعادت الدول المستقلة حديثا لغاتها وعاداتها الأصلية. وانتقل الملايين غيرهم بين الجمهوريات السابقة في آسيا الوسطى، سواء كانوا مجبرين أو بمحض إرادتهم.

الهجرة اليوم

لقد ظل عدد المهاجرين حول العالم يرتفع على نحو مطرد خلال العقود الأخيرة، إذ بلغ قرابة الضعف من 153 مليونا في عام 1990 إلى 281 مليونا في عام 2020، وهي آخر سنة نشرت فيها الأمم المتحدة سجل الحصر العالمي لأعداد اللاجئين. غير أن المهاجرين اليوم، كنسبة من مجموع السكان، ليسوا أكثر عددا بكثير عما كانوا في الماضي. فقد ازداد تعداد سكان العالم بقرابة 3 مليارات نسمة خلال الثلاثين سنة الماضية، مما يعني أن نسبة المهاجرين ظلت ثابتة نسبيا. ففي عام 2020 بلغت نسبة المولودين في بلد مختلف 3,6% من المواطنين المسجلين؛ وكانت منذ 30 عاما 2,9%.

ورغم احتمال تذبذب هذه النسبة المئوية في المستقبل، فإن عدد سكان الأرض ربما يقترب من ذروته. وفي الوقت الراهن نجد وتيرة النمو السكاني العالمي تتراجع بعد فترة من الزيادة السريعة - من 2,5 مليار نسمة في 1950 إلى 5,3 مليار في 1990، إلى 8 مليارات في الوقت الحاضر. ومن المتوقع أن يقترب تعداد سكان العالم من 9,5 مليار نسمة في منتصف القرن الحالي، ثم ينخفض إلى أقل من المستويات الراهنة بنهاية القرن.

وهناك أكثر من 50 بلدا جديدا نشأ منذ الحرب العالمية الثانية، من جمهوريات الاتحاد السوفيتي السابق المستقلة حديثا إلى تلك البلدان الوليدة نتيجة تجزؤ بلدان أوروبية وإفريقية وآسيوية أخرى. وفي الوقت الحالي يعتبر الشخص الذي انتقل داخل هذه البلدان مهاجرا دوليا.

والهجرة في الغالب بمثابة تضحية جسيمة يقوم بها الشخص نيابة عن آخرين. ففي العديد من المجتمعات الفقيرة يتم تشجيع الأبناء أو البنات الأكبر سنا على الهجرة لتوفير الدعم للأسرة. ويميل اللاجئون والنازحون قسرا غالبا إلى البقاء أقرب ما يكون من موطنهم حتى يتمكنوا من العودة عندما يصبح الوضع آمنا. وهناك ما بين خُمس المهاجرين ونصفهم يعودون إلى موطنهم أو ينتقلون إلى بلد ثالث في غضون خمس سنوات. وقد يرجع ذلك لادخارهم بعض المال؛ أو اكتسابهم مؤهلا علميا؛ أو للاستقرار، أو العناية بالأسرة، أو للتقاعد.

والمهاجرون مستعدون عادة لخوض المخاطر وتقديم التضحيات. وقد حالت هذه الخصائص دون انقراض الجنس البشري في مراحل تطوره المبكرة، عندما كان الإنسان معرضا لمخاطر الجفاف والمجاعة، وهي في صميم التقدم الاستثنائي الذي حققه البشر منذ ذلك الوقت.

إيان غولدين هو أستاذ العولمة والتنمية في جامعة أكسفورد. وتستند هذه المقالة إلى كتابه الأخير بعنوان "The Shortest History of Migration".

الآراء الواردة في هذه المقالات وغيرها من المواد المنشورة تعبر عن وجهة نظر مؤلفيها، ولا تعكس بالضرورة سياسة صندوق النقد الدولي.